0]]عبد الرحمرن بن علي بن صالح المكودي
هو الإمام الصالح أبو زيد عبد الرحمان بن علي بن صالح المكودي، وهو ينتمي لقبيلة بني مكود ، قبيلة قرب فاس كانت دارهم دار علم و عدالة وكان إماما بارعا في العلوم كلها وهو آخر من قرأ كتاب سيبويه بفاس ، كما ذكره الولي الصالح سيدي أحمد بن الحاج، وقد أخد عنه غير واحد من الأئمة الأعلام منهم العلامة ابن مرزوق و أثنى عليه دينا وعلما وهو من أشياخ شيوخ الإمام ابن غازي له تآليف عديدة ومجموعة كبيرة من المصنفات التي تزخر بها المكتبات العربية في مختلف بقاع  العالم العربي حيث جمع رحمه الله بين اللغة والعروض وسائر الفنون الأدبية ومن أهم مؤلفاته نذكر منها: شرح المقدمة الأجرومية و شرح المقصور والممدود لابن مالك ، تم البسط و التعريف في علم التصريف ، نظم المعرب من الألفاظ والمقصورة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، في نحو ثلاثمائة بيت، ثم شرح ألفية ابن مالك وغيرها من المؤلفات الكثيرة.
كما كان المكودي رحمه الله ذا باع في الشعر ويدل على ذلك ما ورد بخصوصه في أحد القصص،  أنه كان له ولد صغير فوقع بينه وبين الصبيان خصومة باليد و الإمام المكودي ينظر فكانت الغلبة لولده فأنشد ارتجالا:
نحن بنو  مكود   أهل التقى و الجود
نكر في الأعادي  ككرة الأسود
وهو أول من شرح الألفية بفاس وبسببه اشتهرت و ظهرت  وخير دليل على ذلك ما ذكره الحسن اليوسي نقلا عن الإمام ابن غازي أن الشيخ المكودي كان يقرأ كتاب سيبويه بمدرسة العطارين فحضر مجلسه طالب من البربر قدم من المشرق  فلما فرغ الشيخ من القراءة قال له يا سيدي هنا رجز لابن مالك فأراه إياه مع شرحه لابن الناظم والمرادي، فاستحسنه واطلع عليه وزير الوقت فطلب منه شرحه على نحو ما يأتي ولا ينافي ما ذكره العلامة ابن مرزوق أنها اشتهرت بفاس ، على يد شيخه أبي عبد الله سيدي محمد بن حياني وهو الذي أرشد الناس إليهما لاحتمال أن يكون أول من شرحها واطلع عليها الفقيه المذكور المكودي لانهما كانا معاصرين لبعضهما البعض في نفس الفتر.

وكانت وفاته رحمه الله بفاس في 11 شعبان عام 807هـ، ودفن بحومة الأصدع المعروفة الآن بفندق اليهودي، قريبا من باب الجيسة، إحدى أبواب مدينة فاس.[/b]